ماذا قال المسيح عن الجهاد؟ كثيرون يعرفون ان المسيح سلامه علينا هو رئيس السلام. هو الوحيد الذي لم يستخدم الجهاد للدفاع عن نفسه او لاي سبب آخر. في الحقيقة، كان يبغض من يستخدم السلاح. قال المسيح في متى ٣٩:٥ “أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ، لَا تَنْتَقِمُوا مِنَ الَّذِي يُسِيءُ إِلَيْكُمْ، بَلْ مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ الْأَيْمَنِ، فَحَوِّلْ لَهُ الْآخَرَ.“ هنا نرى ما رأي المسيح في الجهاد و القتل. و ايضا، المسيح قال عندما استخدم احد تلاميذة السيف للدفاع عنه عندما اتوا ليقبضوا على المسيح (متى ٥٢:٢٦) “فَقَالَ لَهُ عِيسَـى: ”أَرْجِعْ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ، فَكُلُّ مَنْ يَسْتَعْمِلُ السَّيْفَ، بِالسَّيْفِ يَهْلِكُ.“ و هذا ما نراه الان في العالم. كل من يستعمل العنف و القتل يُستعمل هذا السيف ضده.
ان فكرة الجهاد بالقتل و العنف غير موجودة في الانجيل. قد تتسائل “كيف تبع الناس المسيح إن لم يستخدم الجهاد؟ “ هذا السؤال حيرني لفترة من الزمن. كنت قد تعلمت في المدرسة و الجامع ان محمد استخدم الجهاد و الفتوحات و القتال لكي يجذب الناس للإسلام. بعد ان قرأت الانجيل بدأت اتسائل هل قتل المسيح اي شخص؟ هل عمل فتوحات او قاد جيشً لنشر دعوته؟ وعندما اكتشفتُ انه لم يعمل ايً من هذا بدأت اتسائل عن سبب اتباع الناس له.
سبب اتباع الناس للمسيح
وجدت ان الاجابة على هذا السؤال تكمن في الايات التالية “تَعَالَوْا لِي يَا كُلَّ التَّعْبَانِينَ وَالَّذِينَ أَحْمَالُهُمْ ثَقِيلَةٌ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي، وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لِأَنَّ نِيرِي سَهْلٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ.“ (متى ٢٨:١١-٣٠) ان هدف مجيء المسيح إلى هذه الدنيا هو ان يعطينا راحة من كل ذنوبنا. ان شفقته على الناس و حبه لهم جعل الكثيرين يتبعوه. ان النبي يحيى ارسل بعض اصحابه ليسألوا المسيح إن كان هو المنقذ المنتظر من عند الله فَأَجَابَهُمْ عِيسَـى: ”اِذْهَبُوا وَأَخْبِرُوا يَحْيَى بِمَا تَسْمَعُونَ وَتَرَوْنَ: الْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يَبْرَأُونَ، وَالطُّرْشُ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. وَهَنِيئًا لِمَنْ لَا يَخِيبُ أَمَلُهُ فِيَّ.“ (متى ٤:١١-٦)
هذا هو السبب الاخر لإتباع الناس للمسيح. لقد اتى لكي يشيل امراضنا و يحمل اسقامنا. لم يدعوا ابداً للقتال او الجهاد بل علم الحواريين ان هَؤُلَاءِ الِـ12 أَرْسَلَهُمْ عِيسَى وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ: ……………. بَشِّرُوا فِي الطَّرِيقِ وَقُولُوا: ’أَوْشَكَ اللهُ أَنْ يُقِيمَ مَمْلَكَتَهُ.‘ اِشْفُوا الْمَرْضَى، أَقِيمُوا الْمَوْتَى، أَبْرِئُوا الْبُرْصَ، اُطْرُدُوا الشَّيَاطِينَ. أَخَذْتُمْ مَجَّانًا فَأَعْطُوا مَجَّانًا. …………. وَأَيُّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ تَدْخُلُونَهَا، اِسْأَلُوا فِيهَا عَنْ وَاحِدٍ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُضِيفَكُمْ، وَأَقِيمُوا عِنْدَهُ حَتَّى تَرْحَلُوا مِنْ هُنَاكَ. وَحِينَ تَدْخُلُونَ الدَّارَ قُولُوا: ’سَلَامٌ.‘ فَإِنِ اسْتَحَقَّ أَهْلُهَا، يَحِلُّ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَحِقُّوا، يَرْجِعُ سَلَامُكُمْ إِلَيْكُمْ. وَمَنْ يَرْفُضُ أَنْ يَقْبَلَكُمْ أَوْ أَنْ يَسْمَعَ لَكُمْ، فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ الدَّارِ أَوْ تِلْكَ الْبَلْدَةِ وَانْفُضُوا الْغُبَارَ عَنْ أَرْجُلِكُمْ. (متى ٥:١٠-١٤) لقد امر المسيح اتباعه ان يخرجوا من كل مدينة او درا لم يقبلوا فيها. لم يأمرهم ان يجمعوا جيوشً لمحاربة تلك المدينة. بل امر ان ينفض اتباعه الغبار الذي علق من تلك المدينة على رجليهم.
الجهاد في الانجيل
ان المسيح دعونا لكي نتبع نوعاً اخر من الجهاد. جَاهِدِ الْجِهَادَ الْحَسَنَ فِي سَبِيلِ الْإِيمَانِ، وَتَمَسَّكْ بِحَيَاةِ الْخُلُودِ الَّتِي دَعَاكَ اللهُ إِلَيْهَا لَمَّا شَهِدْتَ شَهَادَةً حَسَنَةً أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ. (١تيموتاوس ١٢:٦) الجهاد في الايمان هو الجهاد لطاعة الله عز وجل. نجاهد بمحبتنا لله تعالى و محبتنا للاخرين. لكي تعرف اكثر عن رسالة المسيح انقر هنا.