إِنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ مِنْ شَرٍّ وَفَسَادٍ، الَّذِينَ بِفَسَادِهِمْ يَحْجُبُونَ الْحَقَّ. لِأَنَّ كُلَّ مَا يُمْكِنُ لِلْبَشَرِ أَنْ يَعْرِفُوهُ عَنِ اللهِ، هُوَ وَاضِحٌ لَهُمْ لِأَنَّ اللهَ أَوْضَحَهُ لَهُمْ. وَمُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِينَ، فَإِنَّ صِفَاتِ اللهِ الَّتِي لَا تَرَاهَا الْعَيْنُ، أَيْ قُوَّتَهُ الْأَبَدِيَّةَ وَطَبِيعَتَهُ الْإِلَهِيَّةَ، هِيَ ظَاهِرَةٌ بِوُضُوحٍ وَتُدْرِكُهَا الْعُقُولُ مِنْ خِلَالِ مَخْلُوقَاتِهِ. إِذَنْ، هَؤُلَاءِ النَّاسُ هُمْ بِلَا عُذْرٍ. فَهُمْ عَرَفُوا اللهَ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يُمَجِّدُوهُ كَإِلَهٍ وَلَمْ يَحْمَدُوهُ، بَلِ انْحَطَّ فِكْرُهُمْ، وَأَظْلَمَ عَقْلُهُمُ الْغَبِيُّ. يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ، وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ أَغْبِيَاءُ. وَبَدَلًا مِنْ جَلَالِ اللهِ الدَّائِمِ، يَعْبُدُونَ التَّمَاثِيلَ الْمَصْنُوعَةَ عَلَى شَكْلِ الْإِنْسَانِ الْفَانِي، وَالطُّيُورِ، وَالْحَيَوَانَاتِ، وَالزَّوَاحِفِ. (روما ١٨:١-٢٣)
ذنوبنا حجبت الحق
إن الله عز و جل أعلن غضبه على كل ذنوب البشرية. و السبب في هذا هو ان ذنوب البشر حجبت الحق. هذا الحق هو واضح للبشرية و يكمن هذا الوضوح في صفات الله الموجودة في الخليقة منذ بدء الزمان. إن صفات الله الأزلية موجودة بكل وضوح في هذا العالم. هذه الصفات التي أظهرها الله تعالى من خلال مخلوقاته تجعل جميع الناس بلا عذراً امامه. إن تفكرنا في الطبيعة يجب أن يدعونا إلى الوصول للخالق سبحانه و تعالى. ان الايات السابقة الذكر توضح لنا ان الكثير من الناس عرفوا الله. و لكن المشكلة تكمن في أنهم لم يمجدوه كإله. بل اتبعوا عادات آبائهم وعبدوا اشياء من صنع ايديهم.
إن بعث سيدنا عيسى المسيح إلى هذا العالم ليكون أكثر من مجرد نبي تدعونا للبحث بصورة أكبر عن طبيعة الله الأبدية. إن الله تعالى قال في الانجيل و في التوراة و في كتب الأنبياء أنه سيبعث احداً ليكفر عن ذنوبنا. إن كانت الآيات السابقة الذكر صحيحة فهذا معناه أننا لم نفهم قصد الله في هذه الخليقة. إن الله تبارك وتعالى أعلن منذ زمن سيدنا آدم أنه سيرسل كفارة إلى هذا العالم ليكفر به عن ذنوبنا. ان سيدنا عيسى المسيح هو الطريق الوحيد إلى الجنة. هذه الحقيقة التي أعلنها الله سبحانه و تعالى منذ بدء الزمان. ذنوبنا حجبت هذه الحقيقة.