عيسى المسيح

الاعتماد على المسيح للوصول إلى الجنة (1)



“لا نجاة بغيره، لأنه لا يوجد في العالم كله اسم آخر أعطي للناس ننال به النجاة.” اعمال 4:12
هذا ما يخبرنا به الانجيل عن النجاة. النجاة من انفسنا اولا ثم النجاة من هذه العالم. انه واضح للعيان ان هذا العالم غير قابل للاستمرار. في اليوم المحدد و الساعة المحددة العالم سينتهي. و لكن السؤال إلى اين ستذهب؟ إالى اين أنا سأذهب؟ هذه الاسألة الوجودية التي يجب ان تسائل نفسك عنها. الانجيل يقول ان لانجاة بغير المسيح لانه الله لم يعطي النجاة بغيره. و لكن لماذا لماذا نحتاج النجاة؟  و النجاة من ماذا؟ و ما الذي سيأتي؟. 
تبدأ القصة جوابنا على هذا السؤال مع سيدنا نبي الله أدم. يبدأ الكتاب المقدس بالتكلم عن خلق العالم و كيف ان الله خلق كل شيء على احسن تقويم (احسن صورة). و كيف ان خلقه كان رائع الجمال. لا مثل له. لانه في الكون لا يوجد اعظم و اجل من الله. كل خلق الله رائع. ثم خلق الله الانسان. خلق الله الرجل و المرأة. و اتى الله بكل الحيوانات إلى ادم و امره بأن يعطها اسم. فسمى ادم كل حيوان بأسمه. أعطى الله ادم امرا واحداً و قال له 

16وأمر الله الإنسان وقال: “لك الحرية أن تأكل من أي شجرة في الجنة،
17إلا شجرة معرفة الخير والشر، فإياك أن تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها تموت.” تكوين 16:2-17

ولكن النهاية لم تكن كما كان يجب. او كما اراد الله. بل اراد الانسان ان يعرف الخير و الشر. لم يسمع الى كلام الله عز و جل بل بكل بساطة سمع من الشيطان. قال الله تعالى انه ان اكل ادم من شجرة معرفة الخير و الشر فسيموت. و هذا الذي حصل.

1وكانت الحية أمكر الوحوش التي صنعها الله. فقالت للمرأة: “هل صحيح أن الله قال: لا تأكلا من أي شجرة في الجنة؟

2فقالت المرأة للحية: “بل نأكل من ثمر شجر الجنة،
3أما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة، فقال الله: لا تأكلا منه، ولا تلمساه، وإلا تموتا.”
4فقالت الحية للمرأة: “لن تموتا!
5فإن الله يعرف أنه يوم تأكلان منه، تنفتح عيونكما فتصيران مثل الله تعرفان الخير والشر.”
6ونظرت المرأة إلى الشجرة، فرأت أن ثمرها جيد للأكل وشهي للعين ومرغوب فيه لأنه يعطي المعرفة، فأخذت منه وأكلت وأعطت زوجها منه أيضا فأكل معها.
7فانفتحت عيونهما، وعرفا أنهما عريانان فخاطا بعض ورق التين معا وصنعا لهما ملابس.
8وسمع آدم وامرأته صوت الله وهو يتمشى في الجنة وقت هبوب نسيم العشية. فاختبأا من الله وسط الشجر.
9فنادى الله آدم وقال: “أين أنت؟”
10فأجاب: “سمعت صوتك في الجنة، فخفت واختبأت لأني عريان.”
11فقال له: “من عرفك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها؟”
12أجاب آدم: “المرأة التي وضعتها هنا معي، هي أعطتني من الشجرة فأكلت.”

13فقال الله للمرأة: “ماذا فعلت؟” أجابت: “الحية خدعتني فأكلت.” تكوين 1:3-13
بعد هذا طرد الله ادم و حواء من الجنة و دخل الذنب بني البشر. لان اكل ادم من الشجرة و اصبح يعرف الخير و الشر و عمل ذبا اتجاه الله. كان من المستحيل ان يبقى ادم و حواء مع الله في الجنة. قبل ان يذنبا كانا يعيشان مع الله في الجنة كان الله الملك و ادم عبد الله. ولكن كان امر الله واضح “يوم تأكل منها تموت”. مع ان الله غفورا رحيم و محب جدا كان من المستحيل ان يبقي ادم في الجنة معه لانه اذنب و عصا الله. وللمعصية عقاب. لا يمكن لله ان يقول شياءً ثم يتراجع عنه. ماعاذ الله ان يقول شياءً ثم يتراجع عنه. الله منزه عن التراجع بكلامه.
عندما قال الله لادم انه سيموت إن اكل من الشجرة كان للموت معنيان. الاول و هو الموت الوضح الموت الجسدي. كل انسان سيموت و لا يوجد احدا على وجه الدنيا لن يموت لانه هذا عقاب المذنب. ولكن لماذا لم يمت ادم فورا؟ هذا لانه هنالك موتتان. الموت الجسدي الذي لم يحصل حالاً. و الموت الثاني هو الموت الروحي الذي حصل على الفور. في الاية 23 انفصلت البشرية عن الله. لم يعد بإمكاننا ان نكون مع الله في نفس المكان.

وسمى آدم زوجته حواء، لأنها أم كل حي.

21وصنع الله لآدم وامرأته ثوبين من جلد وكساهما.
22ثم قال الله: “الآن، صار الإنسان كواحد منا يعرف الخير والشر. وربما يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا، ويأكل فيحيا إلى الأبد.
23فطرده الله من جنة عدن ليفلح الأرض التي أخذ منها.
24وبعدما أخرجه وضعه شرق جنة عدن ليقيم هناك، ثم وضع الملائكة المقربين وسيفا يدور ويبرق لحراسة الطريق إلى شجرة الحياة. تكوين 20:3-24

لتغطية عورة الانسان صنع الله لادم و امرأته ثوبين من جلد. ولكن من اين اتى الله بالجلد؟ قبل ان يخلق الله ادم خلق الله الحيوانات. فاستخدم الله جلدا من حيوان ليغطي عورة ادم. و كان لابد ان يموت ذلك الحيوان لكي يستر عورة ادم. عورة ادم هي ذنوبه. فكان لابد ان يموت الحيوان لكي يغطي ذنب ادم و حواء. و لكن موت الحيوان كان مجرد رمز لشيء اعظم. تذكر ان الله قال لادم انه سيموت. فلكي تغفر ذنوب ادم لابد من الموت. لابد من الدم. يجب ان يسفك دم لكي تعود المياه إلى مجاريها. اي لكي يعود ادم إلى علاقة شخصية مع الله. 
ادم عصا الله و اكل من الشجرة التي نهاه الله عن ان يأكل منها لذلك استحق ادم الموت. موت الجسم و موت الروح. و إلى يومنا هذا يموت الجسم. اما الموت الروحي فهو انفصال ادم عن الله. عندما طرد الله ادم من الجنة لم يعد هنالك علاقة بين الله وادم. اي ان ادم لم يعد يتحدث مع الله و يسمع الله كما كان من قبل. لم يعد يعيش في المكان نفسه مع الله. ان الله يسمعنا إلى اليوم ولكننا نحن غير قادرين على سماعه. و لكن الله بمحبته العظيمة لم يترك بني البشر لمعصيتهم بل احبهم اكثر من ذلك و اعطاهم اسمً تتم به النجاة. نجاة نفوسهمأحب الله كل الناس لدرجة أنه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل ينال حياة الخلود.” يوحنا 16:3 لان دم المسيح سفك لكل من يؤمن بأسمه فهو الطريق الوحيد إلى علاقة مع الله في هذه الارض و إلى الجنة فيما بعد. موته و قيامته كانت الكفارة عن ذنوبنا. “إن كنت تشهد بفمك وتقول: “عيسـى هو مولانا” وإن كنت تؤمن بقلبك أن الله أقامه من الموت فإنك تنجو.” روما 9:10