لماذا امنت بالمسيح مع انني مسلم. كانت طفولتي كطفولة اي مسلم في العالم العربي. كنت اتعلم القران و الاسلامية في المدرسة. بدأت الذهاب إلى الجامع لحفظ القران بعمر الحادية عشرة. توقفت من الذهاب إلى الجامع بعدها بثلاثة سنين. احسست انه على الذهاب إلى كل صلاة جمعة، فلم اترك اي جمعة تفوتني بدون ان اسمع الخطبة كاملة. لطالما ضننت و فكرت ان الاسلام هو طريق الجنة. و طالما انني مسلم سأذهب إلى الجنة بغض النظر عن ذنوبي. ان الله الرحمن الرحيم سيغفر لي.
كنت اعتقد ان الانجيل محرف. كان هذا كفياً لي لكي لا افكر بالانجيل او عيسى المسيح. كنت أؤمن انه نبي من انبياء الله و ان الانجيل كتابه. و لكن فكرة التحريف كانت اساسية بالنسبة لي. لانه بسبب تحريف الانجيل يقول النصارى ان المسيح هو ابن الله ويعبدون الاصنام على شكل مريم و القديسين. لم اشك ابداً بالاسلام او بمحمد او بان القران المتسامح هو كلام الله المنزل. لطالما ظننت ان الشيوخ المسلمين هم الذين يفسرون القران بطريقة خاطئة. هم الذين يفسرون ايات القتال لكي يزيدوا الفتنة بين المسلمين و الغرب. هم الذين يكرهون و يحقدون. هم اصحاب العقول المغلقة. و لطالما ظننت اننا نريد تفسيرا جديداً للقران تفسيراً معاصراً يواكب التغيرات في العالم.
لماذا امنت بالمسيح ؟
في يوم من الايام و في حديث مع عائلتي عن غزوة بني قريظة بعد ان استسلم اليهود للمسلمين امر محمد ان يؤتى بسعد ابن معاذ لكي يحكم على اليهود و كان الحكم: يقتل كل المقاتلين و يسبى النساء و الاطفال و تقسم الاموال و الغنائم بين المسلمين. فكانت عائلتي تناقش هذه القصة فقلت لابي بان محمد قال لسعد ابن معاذ: حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات. مع انني درست هذه القصة مرات عدة في المدرسة و في الجامع كانت هذه المرة الاولى التي فكرت فيها بأن الله هو الذي امر بالقتل و السبي. فكرت انه هل من المعقول ان الله يريد هذا. كنت اعلم ان بني النظير قد خانوا محمد و تحالفوا مع كفار قريش و لكنهم لم يهجموا على محمد و لم يغزو المدينة. مع كل هذا لقد استسلموا و لم يقاوموا.
كانت هذه هي المرة الاولى في حياتي التي شككت فيها ان القران قد لا يكون الطريق إلى الجنة. دعيت في قلبي و قلت لله ان لم تكن هذه هي طريق الجنة ارجوك ارني الطريق. قررت ان اقراء الانجيل لكي اتأكد انه محرف. عندما اتأكد ان الانجيل محرف سيكون الاسلام بلا شك هو طريق الجنة. كنت متأكدا انني سأكتشف ان الانجيل محرف إن قرأته. كان هدفي من قراءة الانجيل هو تأكيد تحريفه. لم اتمكن من قراءة الانجيل لانشغالي بمسؤليات كثيرة. و بعد عدة اشهر و بمحض الصدفة وجدت انجيلاً و تمكنت من قراءته.
بعد قراءة بضعة صفحات و جدت انه جميل و يعلم اشياء حسنة و لم اجد شيء يناقض القران بطريقة جذرية. بعد هذا و جدت كلامه المشهور ”سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: ’عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.‘ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ، لَا تَنْتَقِمُوا مِنَ الَّذِي يُسِيءُ إِلَيْكُمْ، بَلْ مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ الْأَيْمَنِ، فَحَوِّلْ لَهُ الْآخَرَ. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَشْتَكِيَكَ لِيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَاتْرُكْ لَهُ ثَوْبَكَ أَيْضًا.وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُسَخِّرَكَ لِتَمْشِيَ كِيلُومِتْرًا وَاحِدًا، فَاذْهَبْ مَعَهُ كِيلُومِتْرَيْنِ. أَعْطِ مَنْ سَأَلَكَ، وَلَا تَرُدَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ.(متى ٣٨:٥-٤٢) و فكرت كيف من الممكن ان يكون هذا، كيف يمكنني ان اسامح عدوي. هذا امرٌ غير منطقي.
بعد هذا قرأت كلام المسيح تَعَالَوْا لِي يَا كُلَّ التَّعْبَانِينَ وَالَّذِينَ أَحْمَالُهُمْ ثَقِيلَةٌ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي، وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. (متى ٢٨:١١-٢٩) و فكرت في نفسي انه من المستحيل ان يقول احد اخر هذا الكلام. صدقت ما قاله المسيح مع انني لم اعترف ان الانجيل غير محرف. كانت لي احمال ثقيلة و كنت تعبان جداً و هو الوحيد في تاريخ هذا الكون الذي قال هذا الكلام. قررت ايضاً ان ابحث عن غزواته و فتوحاته. فبدأت اقلب الصفحات بحثا عن هذه الغزوات و لكن بلا فائدة. اكتشفت انه لم يعمل اي غزوة و لم يحمل اي سيف. ففكرت في نفسي كيف تبعه الناس؟ ووجدت ان الاجابة تكمن في ان الله بعثه و بما انه مرسل من الله فإن روح الله فيه كانت تجذب الناس. كلامه كان مؤثراً لانه كان حقيقياً. عندما قال ان نأتي إليه لكي يحمل احمالنا كان يقول الحق و الصدق.
قرأتُ ايضاً وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، جَاءَ يَهُوذَا الَّذِي هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الِـ12، وَمَعَهُ عِصَابَةٌ كَبِيرَةٌ مُسَلَّحَةٌ بِالسُّيُوفِ وَالْعِصِيِّ أَرْسَلَهَا رُؤَسَاءُ الْأَحْبَارِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ. وَكَانَ الَّذِي خَانَهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلَامَةً وَقَالَ: ”الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ الْمَطْلُوبُ، اِقْبِضُوا عَلَيْهِ.“ فَذَهَبَ مُبَاشَرَةً إِلَى عِيسَـى وَقَالَ لَهُ: ”السَّلَامُ يَا مُعَلِّمُ.“ وَقَبَّلَهُ. فَقَال لَهُ عِيسَـى: ”يَا صَاحِبِي لِمَاذَا أَنْتَ هُنَا؟“ فَتَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الْقَبْضَ عَلَى عِيسَـى وَأَمْسَكُوهُ. وَهُنَا مَدَّ وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ عِيسَـى يَدَهُ وَأَخْرَجَ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْأَحْبَارِ، فَقَطَعَ أُذُنَهُ. فَقَالَ لَهُ عِيسَـى: ”أَرْجِعْ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ، فَكُلُّ مَنْ يَسْتَعْمِلُ السَّيْفَ، بِالسَّيْفِ يَهْلِكُ. (متى ٤٧:٢٦-٥٢) وفكرت ان ما عمله المسيح هو محض جنون. مع انه كان يعلم انه سيصلب و ان الجنود سيقبضون عليه بدون اي تهمة تدينه يستحق بها الموت. و لكنه امر اتباعه بأن لا يدافعوا عنه. بل قال اعظم من ذلك فَقَالَ لَهُ عِيسَـى: ”أَرْجِعْ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ، فَكُلُّ مَنْ يَسْتَعْمِلُ السَّيْفَ، بِالسَّيْفِ يَهْلِكُ.(متى ٥٢:٢٦). و لما كان يموت على الصليب قال فَقَالَ عِيسَـى: ”يَا أَبِي، اِغْفِرْ لَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَا يَفْعَلُونَ.“ وَقَسَّمُوا ثِيَابَهُ بَيْنَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.(لوقا ٣٢:٢٣-٣٤)
بعد قرأت هذه الاشياء و اشياء اخرى كان من الصعب علي ان انكر الانجيل او ان اقول انه محرف. كيف لكتاباً يحمل كل تلك المعاني ان يكون محرفاً. اؤمن ان الله تعالى سمع دعائي و استجاب لطلبي عندما طلبت ان يريني طريقه.
كان يجب علي ان اقرر من اتبع. كان صعباً علي ان استوعب ان كل اصدقائي و عائلتي ذاهبون إلى جهنم ان لم يؤمنوا بالمسيح. و لكن كان اصعب علي ان اترك المسيح. ان الايمان بالمسيح اكثر بكثير من الايمان انه ابن الله او ان الانجيل غير محرف. عدم الايمان بان المسيح مات و قام من الموت هو اكثر من مجرد انكار المسيح. هو رفض لله تعالى و رفض لطريقة الله للوصول إلى الجنة و رفض لمساعدة الله.