سوف نتحدث عن رحمة سيدنا عيسى المسيح و شفقته على العالم. نحن نعلم أن سيدنا عيسى أتى كنبي لليهود و للعالم أجمع. و عندما اتى إلى هذا العالم كانت شريعة سيدنا موسى منتشرة بشكل كبير بين اليهود. إن احدى تعاليم شريعة النبي موسى تقول إِنْ كَانَتِ امْرَأَةٌ يَنْزِفُ مِنْهَا دَمُ الْحَيْضِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الْعَادَةِ الشَّهْرِيَّةِ، أَوِ اسْتَمَرَّ بَعْدَ انْتِهَاءِ وَقْتِ الْعَادَةِ، تَكُونُ نَجِسَةً طُولَ فَتْرَةِ سَيَلَانِ الدَّمِ كَمَا فِي وَقْتِ الْعَادَةِ. (لاويين ٢٥:١٥) هذه القصة تتحدث عن امرأة كانت تنزف لمدة ١٢ سنة.
في عصر سيدنا عيسى المسيح كان هناك امرأة مريضة لاثني عشر سنة.
وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عِنْدَهَا نَزِيفُ دَمٍ مُنْذُ 12 سَنَةً. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ عِلَاجٍ طَوِيلٍ عِنْدَ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، حَيْثُ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَا تَمْلِكُ، سَاءَتْ حَالَتُهَا وَلَمْ تَتَحَسَّنْ.(مرقس ٢٥:٥-٢٦)
مرضها كان غير عادياً. مرضها هذا جعلها نجسة. منعوها من أن تلمس احداً و منعوا الناس من لمسها. كل هذا لخوفهم أن يتنجسوا بسببها. اعتبرها الناس امرأة ملعونة من الله. أما هي فأحسست بالعار و الخزي.
هذه المرأة كانت تنزف دم بشكل مستمر لمدة ١٢ سنة. دفعت كل نقودها على العلاجات. بس بدون نتيجة. فقدت كل الأمل بأنها ستشفى. و أكثر من هذا، كانَ ممنوع عليها أن تصلي أو أن تدخل بيت الله لأنها نجسة.
ولكن حياتها تغيرت إلى الأبد بعد أن قابلت سيدنا عيسى المسيح.
فَسَمِعَتْ عَنْ عِيسَـى، وَجَاءَتْ فِي الْجُمْهُورِ مِنْ خَلْفِهِ، وَلَمَسَتْ ثَوْبَهُ. لِأَنَّهَا قَالَتْ: ”يَكْفِي أَنْ أَلْمِسَ وَلَوْ ثِيَابَهُ فَأُشْفَى.“ (مرقس ٢٧:١٥-٢٨)
قررت أن تثق بقوة سيدنا عيسى. فجائت وسط الجماهير الغفيرة و لمست ثيابه. تذكر أنه ممنوع عليها أن تلمس احداً. كل من يمسها يصبح نجساً.
فَتَوَقَّفَ نَزِيفُ الدَّمِ فِي الْحَالِ، وَشَعَرَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا شُفِيَتْ مِنْ مَرَضِهَا. وَعَلِمَ عِيسَـى فِي نَفْسِهِ أَنَّ قُوَّةً خَرَجَتْ مِنْهُ، فَدَارَ فِي وَسْطِ الْجُمْهُورِ وَقَالَ: ”مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟“ فَقَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ: ”أَنْتَ تَرَى الْجُمْهُورَ يَزْحَمُكَ، وَمَعَ ذَلِكَ تَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟“ وَلَكِنَّهُ تَلَفَّتَ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا. أَمَّا الْمَرْأَةُ، فَعَرَفَتْ مَا حَصَلَ لَهَا، وَجَاءَتْ مُرْتَجِفَةً مِنَ الْخَوْفِ، وَرَمَتْ نَفْسَهَا قُدَّامَهُ، وَقَالَتْ لَهُ كُلَّ الْحَقِيقَةِ. (مرقس ٢٩:١٥-٣٣)
جائت بخوف ترتعش عند قدميه. علمت انها ارتكبت ذنبً كبيراً و نجست سيدنا عيسى المسيح. كيف سيرد عليها؟
فَقَالَ لَهَا: ”يَا عَزِيزَتِي، إِيمَانُكِ شَفَاكِ، اِذْهَبِي بِالسَّلَامَةِ، وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ مَرَضِكِ.“ (مرقس ٢٤:١٥)
عيسى شفاها من مرضها و لم يذكر انها نجسة أو أنها نجسته. لماذا خالف سيدنا عيسى كل تقاليد و عادات اليهود؟ لانها جاء ليعلن الحق لجميع البشر. حقيقة الأمر هى أننا كلنا نجسين أمام الله. و نحتاج إلى منقذ من عنده.
أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَأَعْطَاهُمُ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا أَبْنَاءَ اللهِ، لَا لِأَنَّهُمْ وُلِدُوا مِنْ بَشَرٍ، وَلَا بِقَرَارٍ بَشَرِيٍّ، وَلَا عَنْ رَغْبَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ مِنَ اللهِ.(يوحنا ١٢:١-١٣)