الجنة هدية من الله كما اكتشفنا في الصفحة السابقة. ان معضلة البشرية بعدم مقدرتهم على تغيير انفسهم بطريقة ترضي الله. مكتوب لِأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيئَةِ هِيَ الْمَوْتُ، أَمَّا الْهَدِيَّةُ الَّتِي يُعْطِيهَا اللهُ فَهِيَ حَيَاةُ الْخُلُودِ بِوَاسِطَةِ الْمَسِيحِ عِيسَى مَوْلَانَا. (روما ٢٣:٦) ان حل مشكلتنا يجب ان يأتي من الله. ان الله تعالى حل احد مشاكل ادم بعد ان اذنب وَنَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى الشَّجَرَةِ، فَرَأَتْ أَنَّ ثَمَرَهَا جَيِّدٌ لِلْأَكْلِ وَشَهِيٌّ لِلْعَيْنِ وَمَرْغُوبٌ فِيهِ لِأَنَّهُ يُعْطِي الْمَعْرِفَةَ، فَأَخَذَتْ مِنْهُ وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ زَوْجَهَا مِنْهُ أَيْضًا فَأَكَلَ مَعَهَا. فَانْفَتَحَتْ عُيُونُهُمَا، وَعَرَفَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ فَخَاطَا بَعْضَ وَرَقِ التِّينِ مَعًا وَصَنَعَا لَهُمَا مَلَابِسَ.(تكوين ٦:٣-٧) و لكن الله حل مشكلة الملابس بطريقة اخرى وَصَنَعَ اللهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ ثَوْبَيْنِ مِنْ جِلْدٍ وَكَسَاهُمَا. (تكوين ٢١:٣) ان الله حل مشكلة عري ادم بأن صنع له و لزوجته ثيابا من جلد. هذا يعني انه حتى عندما حاول ادم ان يحل مشكلة ذنبه بأن يستعمل ورق شجر، الله كان لديه حل اخر و هو ان يصنع ملابس من جلد لادم.
كيف هذا مرتبط بأن الجنة هدية من الله
بعد ان تغيرت طبيعة ادم كان يجب على الله ان يقدم حلاً لذنوب ادم. مع ان ادم هو الذي اخطأ و لكن ادم لا يقدر ان يصلح خطأه بأن يعمل صالحاً. لان ادم تغير. ان الله تعالى ذبح خروف لكي يأتي بالجلد ليغطي عري ادم وحواء. هذا يرينا ان الحل يجب ان يأتي من عند الله تعالى فقط. ان الله ليس عاجزاً عن اي شيء و لكنه لم يغفر لادم ذنبه بدون كفارة تساوي مقدار الذنب. ثُمَّ قَالَ اللهُ: ”الْآنَ، صَارَ الْإِنْسَانُ كَوَاحِدٍ مِنَّا يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَرُبَّمَا يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا، وَيَأْكُلُ فَيَحْيَا إِلَى الْأَبَدِ.“ فَطَرَدَهُ اللهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَ الْأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. وَبَعْدَمَا أَخْرَجَهُ وَضَعَهُ شَرْقَ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيُقِيمَ هُنَاكَ، ثُمَّ وَضَعَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ وَسَيْفًا يَدُورُ وَيُبْرُقُ لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ إِلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ. (التكوين ٢٢:٣-٢٣)
لكي لا يفتخر احد
ان الجنة هدية لكي لا يفتخر احد مكتوب أَنْتُمْ نَجَوْتُمْ بِنِعْمَةِ اللهِ لِأَنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِهِ. لَيْسَ هَذَا نَتِيجَةَ مَجْهُودِكُمْ، إِنَّمَا هَدِيَّةٌ مِنَ اللهِ. وَلَا هُوَ نَتِيجَةُ عَمَلٍ قُمْتُمْ بِهِ، لِكَيْ لَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. (افسس ٨:٢-٩) هذه الاية توضح لنا ان النجاة تأتي عن طريق الايمان بأن المسيح مات و قام من الموت من اجل ذنوبنا و اثامنا. ان ذهبت إلى الجنة بأعمالي اقدر ان افتخر اما كل الناس انني استحقيت الجنة لاني عملت صالحاً. ان هذه الفكرة اساسية جداً لانه بإمكاننا ايضاً ان نفتخر امام الله (مع ان هذا غلط كبير جدا) بأني دخلت إلى الجنة لان اعمالي الحسنة انقذتني.